بالفيديو جمال عبد الستار يرد علي ما أثير حول معسكرات الأئمة الجدد
وجه الدكتور جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف للدعوة، نقداً لاذعاً لمن قاموا بما وصفه بالهجوم على المعسكرات التدريبية التى أقامتها الوزارة للأئمة الجدد، وانتهت أول هذا الأسبوع.
واعتبر عبد الستار، خلال بيان مصور له، أن تدريب الأئمة الجدد قبل توليهم مهام أعمالهم خطوة رائدة فى تاريخ الوزارة، مؤكدا أنه من أبرز الأهداف التى ابتغتها الوزارة من هذه الدورة، التى وصفها بالمباركة تحقيق العلاقة العاطفية، والأخوة والمحبة بين جموع الأئمة حتى تتوثق الصلة بينهم، حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه.
وأضاف عبد الستار، أن الدورة نظرت إلى ضرورة تدريب الدعاة على الخطاب الدعوى المعاصر ومقتضيات الدعوة المعاصرة فى جانب الفتوى لما سيتعرضون له فى المساجد، فكان لابد من أن يتعرضوا لبعض من ضوابط الفتوى.
مشيرا إلى ضرورة أن يتعرض الدعاة لبعض مفاتيح الخطاب المؤثر فى إعدادهم الأولى بالدورة وأدوات التأثير والتواصل الفعال وبعض أدوات التنمية البشرية لتنهض شخصيتهم فى إدارة المسجد على الطريقة المثلى، موضحا أنه كان من أهداف هذه الدورة الاضطلاع على الأحوال المعاصرة للدعوة فى كافة التيارات الإسلامية الموجودة، وعلى الأديان والملل والنحل الموجودة على ساحة الدعوة، ليدركوا أرضية طبيعة الدعوة التى سيدخلون إليها، ويدخلوا المجال الدعوى على بصيرة من أمرهم، وعلى علم بأحوالها وضوابطها وآلياتها ووسائلها المؤثرة فى المجتمع، والتى ستصنع داعية مؤثرا فى أمته، ليس فى المسجد فحسب، بل فى كل مناحى الحياة لذا كانت هذه الدورة.
مشددا على ضرورة توافر المحور الإيمانى فى دورة إعداد الدعاة الجدد فى أداء جميع الصلوات وخاصة صلاة التهجد ليرتقى الإيمان عند الدعاة حتى يستطيع أن يعلم الناس ويأخذ بأيديهم. مشيرا إلى أن من شاركوا فى هذه الدورة أدركوا أن أهدافها السامية تحققت بالفعل، بحيث يجب أن نكررها كثيرا، لأن الدعاة هم أحق الناس بهذه الصورة من التعاون والتدريب الراقى الذى يجعل الداعية فى مقدمة الصفوف.
مشددا على أن كل عمل ناجح لابد له من أعداء، وأن الأعداء كثروا وتكلم المتربصون عن الدورة التى أقامتها الوزارة رغم أن المخلصين فى العالم بأسره فرحوا بها فرحا كبيرا وبهذه الخطوة الرائدة والتدريب الراقى والأخوة العميقة والتدريب الفعال والارتقاء بالدعاة، وذلك لأن هناك قلوبا مريضة لا يسرها بحال أن ينجح أحد وأن يفلح أحد فى البناء، مستكملا: أنهم يتفننون فى الهدم.. ولكننا بفضل الله مع الدعاة المخلصين سنبنى ونتفنن فى البناء.. لذلك أثيرت الشبهات أن هؤلاء الدعاة أتينا بهم فى معسكر ليتعلمون الأخونة.. ويتعلمون السلفنة.. ويتعلمون التوجه إلى أى مكان آخر.
مستكملا: أقول أن هؤلاء الدعاة الذين تم اختيارهم للعمل بالأوقاف جاءوا بعد فحص طويل ومسابقة مجيدة لـ57 ألف متسابق، وهم ليسوا شيئا تافها.. إنهم رجال يستطيعون تمييز الحق من الباطل وهم ليسوا شيئا هلاميا، مشيرا إلى أن التربية هى الاستيعاب، أما الإبعاد والاقصاء فليس من التربية، بأن تدعى بأنك صاحب الحق الأوحد بأن لا يأتى لأبنائك إلا فلان وفلان، فهذه عبثية فى التربية لأنه سينزل إلى الميدان وسيرى هذه التيارات فى الشارع فينبغى أن يرى ماذا يفكرون والحق عند كل فريق.
مشيرا إلى أنه أثير أن الدعاة عندما يتريضون فى الصباح إنما يتدربون على الجهاد ويستعدون له.. فما بالنا بالجهاد.. ياليت لنا جهاد نستعد له.. ليست مشكلة أن يستعد الدعاة للجهاد، فهم دائما فى مقدمة المجاهدين، وهم الذين يحثون الناس على الجهاد وحينما يأتى الجهاد فى أى وقت فستطالب الأمة كلها الدعاة بأن يكونوا فى مقدمة الصفوف، متسائلا: “متى تتوقف هذه العبثية الطفولية بالعقول؟” فالتريض لصحة بدن الدعاة واتسامهم بأن يكونوا مرحين.
متسائلا عمن يتحدثون عن تغيير الأوقاف لمنهج الأزهر فى الدعوة، قائلا: من أنتم.. هل الأزهر طريقة صوفية أو جماعة من الجماعات أو تيار من التيارات، فالأزهر فوق الجميع والأزهر ليس فردا وليس مجموعة أفراد وإنما الأزهر منهجية استيعاب والاستيعاب هو الشمول وهو الذى يضمن للأزهر هذا الأستمرار فى العالم بأسره، مستكملا: عندما يأتى شخص يزايد علينا بأنه أزهرى، وأننا لسنا أزهرية فهذا كذب مزعوم فكلنا أزاهرة.
وأوضح وكيل الوزارة للدعوة، أن هذا الهجوم لن يمنع الوزارة من مواصلة مسيرتها نحو إعداد دعاة رواد فى كل مناحى الحياة، مشيرا إلى أن الدعاة المصريين يملكون القدرة على التمييز ولا يمكن أن تفرض عليهم أى توجهات سياسية أو فكرية، وتحرص الوزارة على انفتاحهم على جميع التيارات والمذاهب، وليس صحيحا على الإطلاق أن الوزارة ستستبعد الدعاة الذين لهم توجهات فكرية مخالفة لها.
وأشار عبد الستار، إلى أن الأزهر الشريف سيظل صمام الأمان ليس لمصر فقط بل للعالم كله والأزهر فوق الجميع، وليس طريقة صوفية أو فردا أو جماعة بل منهجية استيعاب وشمولية، ولا يجوز أن يزايد أحد على الانتماء للأزهر فوزير الأوقاف والقيادات الدينية والدعاة جميعهم أزهريون.
وبدأت الأزمة عندما حاضر الداعية الإسلامية الدكتور صفوت حجازى، وقيادات سلفية وإخوانية من غير أبناء الأزهر، مركز تدريب الدعاة الجدد بمدينة 6 أكتوبر الثلاثاء قبل الماضى ضمن محاضرى الدورة التدريبية، وفى نفس التوقيت كشفت وزارة الأوقاف عن عناصر متطرفة فكريا بمعسكر تدريب الدعاة بالإسماعيلية، ممن ينتمون لمدرسة الشيخ محمد سعيد رسلان “المداخلة” ضمن الدعاة الجدد وهى عناصر شديدة التطرف فكريا.
وقيل إن الوزارة تبحث الآن سبل التخلص منهم، وأن القانون سيمنع الوزارة من التخلص منهم، وثارت ثائرة الأزاهرة لسحب بساط الدعوة من تحت أقدامهم تخوفا على هوية الأمة، وتقدم الدكتور محمد مهنا عضو مجلس الشورى ورئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، باستجواب لمجلس الشورى حول ما يحدث، ورفع عدد من الدعاة والمهتمين بالشأن الأزهرى دعوة قضائية لتفعيل الدستور بإشراف الأزهر على الدعوة.
الأمر الذى دعا عددا من أئمة وزارة الأوقاف ومشايخ الأزهر وعددا من المهتمين بالشأن الأزهرى، إلى تدشين حملة رسمية لضم الدعوة من الأوقاف للأزهر الشريف ودشنوا لها صفحة رسمية على شبكة التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، مطالبين الدعاة ومحبى الأزهر بالانضمام إليهم، ودعم مطالب ضم الدعوة إلى الأزهر الشريف.
وقالت الصفحة الرسمية للحملة: نعم للمنهج الأزهرى المعتدل مليون لا للفكر المتشدد المتطرف، مطالبة الدعاة بدعم الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر فى موقفه ومطالبته بضم الدعوى إلى الأزهر الشريف حفاظا على الأوقاف من الأخونة وحمل الجروب صورة كبيرة للعالم الأزهرى الدكتور محمد مهنى وهو يرتدى العمامة الأزهرية فى موقف مدافع عن الأزهر.